الجاسوس عزام عزام
صفحة 1 من اصل 1
الجاسوس عزام عزام
فى الساعة التاسعة من مساء يوم الأربعاء الموافق 8/12/2004 استضاف برنامج " זה הזמן آن الآوان" الذى يقدمه عمانويل روزين من القناة العاشرة بالتلفزين الإسرائيلى، الجاسوس الاسرائيلى عزام عزام الذى أفرج عنه يوم الأحد 5/12/2004 من السجن المصرى:
-عمانويل روزين: إحك لنا عن كيفية إطلاق سراحك.
-عزام: اقترب الى ضابط فى السجن ودعانى الى مكتبه، حيث تواجد عدد آخر من الضباط، كان بينهم ضابطا عادة ما تواجد فى الزيارات التى كانت تأتى الى وقال لى:"سنشتاق اليك يا عزام". ركبت سيارة جيب بعد أن تم عصب عينى. كنت خائفاً فى البدية وخشيت أن يقتلوننى، ثم توقفت السيارة فى مكان ما، حينها تذكرت اليوم الذى قبضوا على فيه. دخلنا الى مكتب به ضابط قال لى:"أشكر الرئيس مبارك الذى عفا عنك ، وأنت حر من الآن. وأنت ضيفى وأعددنا لك غرفة خاصة مجهزة كى تبيت فيها الى الغد حيث سنسافر فى الرابعة صباحا الى طابا. استبدلت ملابسى وأردت الاغتسال فلم أجد ماء (اغتسلت فى إسرائيل بعد ذلك). حاولت النوم فلم أستطع فقد كانت الغرفة مفتوحة وهناك شرطى معى طوال الليل وراودتنى مخاوف بأنه سيقتلنى وأنا نائم فلم أنم.
خرجنا فى السادسة صباحاً وانضمت الينا ثلاث سيارات أخرى متجهين الى طابا. كانت الطريق طويلة حتى رأيت فندق طابا، الذى عملت فيه قبل الخدمة العسكرية. اشتقت كثيرا الى منفذ عبور طابا والى إسرائيل. توقفنا قبل الحدود بحوالى كيلو متر واحد طلبوا منى النزول لاستنشاق الهواء وتضاحكوا معى وقال أحد الضباط أن رئيسه ذهب للقاء الضابط الاسرائيلى. رأيت سيارة اقتربت منا ورأيت الاسرائيليين اقترب الى أحدهم وقال لى: "عزام، تماسك نحن هنا" ثم فتحت الأبواب ولم أر المصريين بعدها. ركبنا السيارة وعبرنا الحدود وقالوا لى: "نحن فى إسرائيل ولا يستطيع أحد أن يأخذك الآن."
-عمانويل روزين: عزام عزام فنى صيانة ماكينات عمل فى إسرائيل فى مصنع "تفرون" للملابس الداخلية. وفى التسعينات عندما هبت رياح السلام والتعاون الاقتصادى على المنطقة أقامت مصانع ملابس كثيرة فروعاً لها فى الدول العربية المجاورة مثل مصر والأردن ولقد تعاون مصنع تفرون مع المصريين حيث وصل المصريون الى الجليل للتعلم وبعدها توجه وفد إسرائيلى يضم فيما بينه عزام وأخاه الى مصر. وفى ذات مرة خرجوا للقيام ببعض المشتروات فى المدينة وفى نهاية الرحلة نقلهم السائق الى فنادقهم.
-عزام: بعدما نزلت من الأتوبيس انقض على بعض الأشخاص وطلبوا منى جواز السفر فقدمته لهم وقلت لهم اسمى عزام دخلت مصر بطريقة مشروعة ولم أقم بتزييف. اعتقدت أنهم سيكتشفون أن هناك خطأ ما وأنهم سيتصلون بصاحب مصنع الملابس الذى سيبلغهم بمعرفته لى ثم يطلقون سراحى بعدها. أخذونى فى سيارة بيجو 504 نوافذها مغطاة بستائر حمراء. وضعوا الكلبشات فى يدى وطلبوا منى أن أضع رأسى بين قدمى بعد أن عصبوا عيناى. فى تلك اللحظات بحثت عن سبب ما يحدث والى أين يقودوننى؟ ولماذا لا يحادثوننى؟. وصلنا الى سجن، مشيت فى داخله، وهذه هى أول مرة فى حياتى أدخل فيها سجنا. وفتحت زنزانة لاتصلح حتى لعيش الحيوانات والكلاب وهى عبارة عن غرفة ارتفاعها 4.5 متر لها باب غليظ من الخشب لا يوجد فيها بطانية أو مرحاض ولا فرش ولا أى شئ ولا ترى فيها سوى الظلام والناموس والعقارب وكل ما لا ترغب فى رؤيته.
-عمانويل روزين: هل كان التحقيق صعباً؟
-عزام: كان هناك جزء صعب فيه. فقد أرادوا بأن أعترف وقالوا لى: "اسمع! السفارة الاسرائيلية ودولة إسرائيل والعالم كله يبحث عنك وأنت عندنا ولن يعرف عنك أحد شيئاً ولا أين أنت. سوف أقطعك قطعاً صغيرة وأضعك فى جوال وألقى بك فى النيل، ولن يعرف أحد أين أنت؟ أما نحن فلم نسمع عنك شيئاً." خفت خوفاً شديداً. ثم ضرب الضابط على المنضدة وقال: إن لم توقع خلال خمس دقائق على هذه الورقة فلقد انتهى أمرك. ثم نادى على السجان وقال له: جهز الزنزانة رقم ستة. لم أعرف ما هى الزنزانة رقم ستة وقال: "سأخرج وأتركك وحدك وسأترك لك هذه الورقة وأريد ان أعود وأجد اعترافاً كتابياً بأنك أعطيت هذا لعماد.
عماد شاب مصرى تعرف الى عزام وعندما رأى أن العاملات فى إسرائيل يحصلن على 3000 شيقل راتباً وأنه يحصل على مائة جنيه مصرى من عمله كمدرس كاد يجن. وفى ذات مرة عندما كان عماد فى إسرائيل طلب منى عماد بعض الملابس الداخلية الحريمى وملابس البحر فقلت له يجب استئذان المدير فى ذلك، وبالفعل أعطته نائبة المدير بعض الملابس.- ويزعم المصريون أننى أخفيت الحبر السرى فى تلك الملابس- كان عماد يحب فتاة من عرب إسرائيل مسيحية أراد الزواج بها لكنهما لم ينجحا فى ذلك. وعندما قبض على عماد سألوه عن معارفه فأخبرهم أنه يعرف شخصاً يدعى عزام وهو الذى أعطاه الملابس.
-عمانويل روزين: سوف اسألك سؤال يردده الكثيرون: الم يكن لك أبداً أى علاقة بالجهات الأمنية الإسرائيلية؟
- عزام: أنا رجل برئ ولم يكن لى أبداً أى علاقة بأى مؤسسة أمنية لا الشاباك أو الموساد ولم أكن شرطياً ولم أخدم فى الجيش كضابط.
-عمانويل روزين: هل طلبت اليك أى جهة أمنية إسرائيلية عدم الحديث فى موضوعات معينة الليلة؟
-عزام: كلا، ولم يسألوننى سؤالاً واحداً.
-عمانويل روزين: صف لى الزنزانة التى كنت بها.
-عزام: (يقوم عزام برسم للزنزانة التى كان بها ويصف كم كانت ضيقة ولم يكن بها سوى فتحة فى الباب). كان المرحاض عبارة عن دلو بلاستيك قمت أنا بشرائه. لقد كانت الزنزانة عبارة عن قبر وليس غرفة، لقد كنت مدفوناً هناك وأحاول عدم التفكير فى ذلك كثيراً. أحياناً أتسائل: كيف عشت هناك طوال تلك السنين؟ لكن الله وحده هو الذى أعطانى القوة للتحمل. والحمد لله عدت الآن وأنا ولدت من جديد.
بعد الحكم على بـ 15 سنة سجن وضعونى فى زنزانة جديدة. وكنت طوال فترة السجن فى حبس انفرادى. وعندما تحسنت الظروف قليلاً طلبت الحصول على راديو استمعت فيه لإذاعة إسرائيل. لكن تخرب الراديو الذى أحضره لى القنصل. ثم هرب لى سجين جهاز راديو آخر قمت بشرائه منه فى مقابل السجائر. وبعد فترة أصبح عندى تلفزيون. وكنت أتابع الأخبار الاسرائيلية باللغة العبرية فى الراديو بشكل مستمر ولم يعرف أحد ابداً بذلك.
-عمانويل روزين: كيف عاملك المساجين والسجانون باعتبارك جاوساً إسرائيلياً؟
-عزام: تعاملوا معى بصورة طيبة، فالسجناء المصريون لا يهمهم مصر وككل ما يهمهم هو الحصول على السجائر ومن يعطهم ذلك فهو محبب اليهم. أما السجانين فهم فى دولة لا تقدر الانسان لكونه انسان لكن لما يملكه. فالسجان كان يحترمنى طالما أعطيته السجائر والمال بعد كل زيارة وأنا بذلك "إلهاً بالنسبة له".
-عمانويل روزين: اعتقد الجميع أن صحتك سوف تسوء فى السجن فكيف نجحت فى التماسك والحفاظ على صحتك؟
-عزام: لقد كنت أحافظ فى الطعام وأقوم بالتمرينات الرياضية . أما الصحة النفسية فكثيراً ما كنت أصل الى حالة من اليأس لكنى كنت أصبر نفسى قائلاً أن الحكومة الإسرائيلية لن تتركنى أبداً.
-عمانويل روزين: بعد عبورك للحدود رأيناك تمتدح دولة إسرائيل بشكل كبير على الرغم من أن بعض الطوائف الاسرائيلية مثل الدروز والعرب واليهود الشرقيين يعانون بعض الشئ فى إسرائيل؟
-عزام: ان هذه الدولة تحترم كل من يعمل فيها بجد.
-عمانويل روزين: هلى تعتقد أن الحكومات السابقة كانت ستقوم بنفس الجهد معك إذا كان اسمك "موشيه كوهين"؟
-عزام: مررت بأوقات فكرت فيها بهذه الطريقة، وكان من المسموح لى أنذاك التفكير فى كل شئ لكن فى النهاية اتضح أن إسرائيل يتساوى لديها محمد ومصطفى وديفيد. لقد زارنى الوزير دانى نافيه ويوسى ساريد وقالوا لى: "نحن نحاول". وقلت لهم كلا أنتم لا تحاولون شيئاً. كنت أبكى كثيراً وكثير ما انفعلت على الوزير نافيه وقلت له "أنتم كذبتم على طوال تلك السنين". قال المصريون لى أيام حكومة نتانياهو: "عندما يذهب نتانياهو سوف نطلق سراحك" وذهب نتانياهو وجاء باراك فقالوا: "خلال ستة شهور سنطلق سراحك" ولم يحدث ذلك، وعندما جاء شارون قالوا لى"إنس ذلك الأمر وأنك ستمضى كل المدة"
-عمانويل روزين: أتعلم أنه أطلق سراحك كخدمة أو معروف، كما قال الرئيس مبارك لشارون، لإعتبارات لا نود الخوض فيها الآن.
-عزام: أنا لست رجل سياسة ولا أعلم لماذا أطلق سراحى، لكنى أعتقد أن هناك ضغوطاً قد مورست من قبل شارون وأنا شاكر جداً لشارون ولن أستطيع أبداً أن أرد له هذا الصنيع. فهذا الرجل أخرج إنساناً من القبر الى الحياة وذلك أمر عظيم.
-عمانويل روزين: أتعتقد أن الجميع يصدق بأنك برئ؟
-عزام: نعم. ربما احتفظوا بى فقط لإغضاب الإسرائيليين. فهل تعتقد أن إسرائيل فى عام 2000 ترسل جاسوساً الى مصر بحبر سرى فى ملابس داخلية لإمرأة.!! فهل هذه هلى أحدث اساليب إسرائيل فى التجسس؟.
-عمانويل روزين: ألا تعتقد بأنك قمت بأى خطأ أدى بك الى ذلك؟
-عزام: أنا شخص نظيف مائة بالمائة.
-عمانويل روزين: ماذا ستقوم بفعله الآن؟
-عزام: الفترة السابقة أصبحت ماض فى حياتى ويجب على أن أنظر الى المستقبل والاهتمام بأسرتى وعائلتى وأعود الى عملى وحياتى الطبيعية وأتمنى أن أكون سعيداً فى حياتى.
-عمانويل روزين: أستقوم بزيارة مصر؟
-عزام: أبداً وأعدك بذلك وأنه حتى لو استخرجت جوازاً للسفر فى يوم من الأيام فلن أسافر الى أى دولة عربية. والأن لن أصعد على متن أى طائرة الى خارج حدود إسرائيل.
وللمزيد علي هذ الرابط التابع لجريدة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية http://www.ynet.co.il/home/0,7340,L-3098,00.html
-عمانويل روزين: إحك لنا عن كيفية إطلاق سراحك.
-عزام: اقترب الى ضابط فى السجن ودعانى الى مكتبه، حيث تواجد عدد آخر من الضباط، كان بينهم ضابطا عادة ما تواجد فى الزيارات التى كانت تأتى الى وقال لى:"سنشتاق اليك يا عزام". ركبت سيارة جيب بعد أن تم عصب عينى. كنت خائفاً فى البدية وخشيت أن يقتلوننى، ثم توقفت السيارة فى مكان ما، حينها تذكرت اليوم الذى قبضوا على فيه. دخلنا الى مكتب به ضابط قال لى:"أشكر الرئيس مبارك الذى عفا عنك ، وأنت حر من الآن. وأنت ضيفى وأعددنا لك غرفة خاصة مجهزة كى تبيت فيها الى الغد حيث سنسافر فى الرابعة صباحا الى طابا. استبدلت ملابسى وأردت الاغتسال فلم أجد ماء (اغتسلت فى إسرائيل بعد ذلك). حاولت النوم فلم أستطع فقد كانت الغرفة مفتوحة وهناك شرطى معى طوال الليل وراودتنى مخاوف بأنه سيقتلنى وأنا نائم فلم أنم.
خرجنا فى السادسة صباحاً وانضمت الينا ثلاث سيارات أخرى متجهين الى طابا. كانت الطريق طويلة حتى رأيت فندق طابا، الذى عملت فيه قبل الخدمة العسكرية. اشتقت كثيرا الى منفذ عبور طابا والى إسرائيل. توقفنا قبل الحدود بحوالى كيلو متر واحد طلبوا منى النزول لاستنشاق الهواء وتضاحكوا معى وقال أحد الضباط أن رئيسه ذهب للقاء الضابط الاسرائيلى. رأيت سيارة اقتربت منا ورأيت الاسرائيليين اقترب الى أحدهم وقال لى: "عزام، تماسك نحن هنا" ثم فتحت الأبواب ولم أر المصريين بعدها. ركبنا السيارة وعبرنا الحدود وقالوا لى: "نحن فى إسرائيل ولا يستطيع أحد أن يأخذك الآن."
-عمانويل روزين: عزام عزام فنى صيانة ماكينات عمل فى إسرائيل فى مصنع "تفرون" للملابس الداخلية. وفى التسعينات عندما هبت رياح السلام والتعاون الاقتصادى على المنطقة أقامت مصانع ملابس كثيرة فروعاً لها فى الدول العربية المجاورة مثل مصر والأردن ولقد تعاون مصنع تفرون مع المصريين حيث وصل المصريون الى الجليل للتعلم وبعدها توجه وفد إسرائيلى يضم فيما بينه عزام وأخاه الى مصر. وفى ذات مرة خرجوا للقيام ببعض المشتروات فى المدينة وفى نهاية الرحلة نقلهم السائق الى فنادقهم.
-عزام: بعدما نزلت من الأتوبيس انقض على بعض الأشخاص وطلبوا منى جواز السفر فقدمته لهم وقلت لهم اسمى عزام دخلت مصر بطريقة مشروعة ولم أقم بتزييف. اعتقدت أنهم سيكتشفون أن هناك خطأ ما وأنهم سيتصلون بصاحب مصنع الملابس الذى سيبلغهم بمعرفته لى ثم يطلقون سراحى بعدها. أخذونى فى سيارة بيجو 504 نوافذها مغطاة بستائر حمراء. وضعوا الكلبشات فى يدى وطلبوا منى أن أضع رأسى بين قدمى بعد أن عصبوا عيناى. فى تلك اللحظات بحثت عن سبب ما يحدث والى أين يقودوننى؟ ولماذا لا يحادثوننى؟. وصلنا الى سجن، مشيت فى داخله، وهذه هى أول مرة فى حياتى أدخل فيها سجنا. وفتحت زنزانة لاتصلح حتى لعيش الحيوانات والكلاب وهى عبارة عن غرفة ارتفاعها 4.5 متر لها باب غليظ من الخشب لا يوجد فيها بطانية أو مرحاض ولا فرش ولا أى شئ ولا ترى فيها سوى الظلام والناموس والعقارب وكل ما لا ترغب فى رؤيته.
-عمانويل روزين: هل كان التحقيق صعباً؟
-عزام: كان هناك جزء صعب فيه. فقد أرادوا بأن أعترف وقالوا لى: "اسمع! السفارة الاسرائيلية ودولة إسرائيل والعالم كله يبحث عنك وأنت عندنا ولن يعرف عنك أحد شيئاً ولا أين أنت. سوف أقطعك قطعاً صغيرة وأضعك فى جوال وألقى بك فى النيل، ولن يعرف أحد أين أنت؟ أما نحن فلم نسمع عنك شيئاً." خفت خوفاً شديداً. ثم ضرب الضابط على المنضدة وقال: إن لم توقع خلال خمس دقائق على هذه الورقة فلقد انتهى أمرك. ثم نادى على السجان وقال له: جهز الزنزانة رقم ستة. لم أعرف ما هى الزنزانة رقم ستة وقال: "سأخرج وأتركك وحدك وسأترك لك هذه الورقة وأريد ان أعود وأجد اعترافاً كتابياً بأنك أعطيت هذا لعماد.
عماد شاب مصرى تعرف الى عزام وعندما رأى أن العاملات فى إسرائيل يحصلن على 3000 شيقل راتباً وأنه يحصل على مائة جنيه مصرى من عمله كمدرس كاد يجن. وفى ذات مرة عندما كان عماد فى إسرائيل طلب منى عماد بعض الملابس الداخلية الحريمى وملابس البحر فقلت له يجب استئذان المدير فى ذلك، وبالفعل أعطته نائبة المدير بعض الملابس.- ويزعم المصريون أننى أخفيت الحبر السرى فى تلك الملابس- كان عماد يحب فتاة من عرب إسرائيل مسيحية أراد الزواج بها لكنهما لم ينجحا فى ذلك. وعندما قبض على عماد سألوه عن معارفه فأخبرهم أنه يعرف شخصاً يدعى عزام وهو الذى أعطاه الملابس.
-عمانويل روزين: سوف اسألك سؤال يردده الكثيرون: الم يكن لك أبداً أى علاقة بالجهات الأمنية الإسرائيلية؟
- عزام: أنا رجل برئ ولم يكن لى أبداً أى علاقة بأى مؤسسة أمنية لا الشاباك أو الموساد ولم أكن شرطياً ولم أخدم فى الجيش كضابط.
-عمانويل روزين: هل طلبت اليك أى جهة أمنية إسرائيلية عدم الحديث فى موضوعات معينة الليلة؟
-عزام: كلا، ولم يسألوننى سؤالاً واحداً.
-عمانويل روزين: صف لى الزنزانة التى كنت بها.
-عزام: (يقوم عزام برسم للزنزانة التى كان بها ويصف كم كانت ضيقة ولم يكن بها سوى فتحة فى الباب). كان المرحاض عبارة عن دلو بلاستيك قمت أنا بشرائه. لقد كانت الزنزانة عبارة عن قبر وليس غرفة، لقد كنت مدفوناً هناك وأحاول عدم التفكير فى ذلك كثيراً. أحياناً أتسائل: كيف عشت هناك طوال تلك السنين؟ لكن الله وحده هو الذى أعطانى القوة للتحمل. والحمد لله عدت الآن وأنا ولدت من جديد.
بعد الحكم على بـ 15 سنة سجن وضعونى فى زنزانة جديدة. وكنت طوال فترة السجن فى حبس انفرادى. وعندما تحسنت الظروف قليلاً طلبت الحصول على راديو استمعت فيه لإذاعة إسرائيل. لكن تخرب الراديو الذى أحضره لى القنصل. ثم هرب لى سجين جهاز راديو آخر قمت بشرائه منه فى مقابل السجائر. وبعد فترة أصبح عندى تلفزيون. وكنت أتابع الأخبار الاسرائيلية باللغة العبرية فى الراديو بشكل مستمر ولم يعرف أحد ابداً بذلك.
-عمانويل روزين: كيف عاملك المساجين والسجانون باعتبارك جاوساً إسرائيلياً؟
-عزام: تعاملوا معى بصورة طيبة، فالسجناء المصريون لا يهمهم مصر وككل ما يهمهم هو الحصول على السجائر ومن يعطهم ذلك فهو محبب اليهم. أما السجانين فهم فى دولة لا تقدر الانسان لكونه انسان لكن لما يملكه. فالسجان كان يحترمنى طالما أعطيته السجائر والمال بعد كل زيارة وأنا بذلك "إلهاً بالنسبة له".
-عمانويل روزين: اعتقد الجميع أن صحتك سوف تسوء فى السجن فكيف نجحت فى التماسك والحفاظ على صحتك؟
-عزام: لقد كنت أحافظ فى الطعام وأقوم بالتمرينات الرياضية . أما الصحة النفسية فكثيراً ما كنت أصل الى حالة من اليأس لكنى كنت أصبر نفسى قائلاً أن الحكومة الإسرائيلية لن تتركنى أبداً.
-عمانويل روزين: بعد عبورك للحدود رأيناك تمتدح دولة إسرائيل بشكل كبير على الرغم من أن بعض الطوائف الاسرائيلية مثل الدروز والعرب واليهود الشرقيين يعانون بعض الشئ فى إسرائيل؟
-عزام: ان هذه الدولة تحترم كل من يعمل فيها بجد.
-عمانويل روزين: هلى تعتقد أن الحكومات السابقة كانت ستقوم بنفس الجهد معك إذا كان اسمك "موشيه كوهين"؟
-عزام: مررت بأوقات فكرت فيها بهذه الطريقة، وكان من المسموح لى أنذاك التفكير فى كل شئ لكن فى النهاية اتضح أن إسرائيل يتساوى لديها محمد ومصطفى وديفيد. لقد زارنى الوزير دانى نافيه ويوسى ساريد وقالوا لى: "نحن نحاول". وقلت لهم كلا أنتم لا تحاولون شيئاً. كنت أبكى كثيراً وكثير ما انفعلت على الوزير نافيه وقلت له "أنتم كذبتم على طوال تلك السنين". قال المصريون لى أيام حكومة نتانياهو: "عندما يذهب نتانياهو سوف نطلق سراحك" وذهب نتانياهو وجاء باراك فقالوا: "خلال ستة شهور سنطلق سراحك" ولم يحدث ذلك، وعندما جاء شارون قالوا لى"إنس ذلك الأمر وأنك ستمضى كل المدة"
-عمانويل روزين: أتعلم أنه أطلق سراحك كخدمة أو معروف، كما قال الرئيس مبارك لشارون، لإعتبارات لا نود الخوض فيها الآن.
-عزام: أنا لست رجل سياسة ولا أعلم لماذا أطلق سراحى، لكنى أعتقد أن هناك ضغوطاً قد مورست من قبل شارون وأنا شاكر جداً لشارون ولن أستطيع أبداً أن أرد له هذا الصنيع. فهذا الرجل أخرج إنساناً من القبر الى الحياة وذلك أمر عظيم.
-عمانويل روزين: أتعتقد أن الجميع يصدق بأنك برئ؟
-عزام: نعم. ربما احتفظوا بى فقط لإغضاب الإسرائيليين. فهل تعتقد أن إسرائيل فى عام 2000 ترسل جاسوساً الى مصر بحبر سرى فى ملابس داخلية لإمرأة.!! فهل هذه هلى أحدث اساليب إسرائيل فى التجسس؟.
-عمانويل روزين: ألا تعتقد بأنك قمت بأى خطأ أدى بك الى ذلك؟
-عزام: أنا شخص نظيف مائة بالمائة.
-عمانويل روزين: ماذا ستقوم بفعله الآن؟
-عزام: الفترة السابقة أصبحت ماض فى حياتى ويجب على أن أنظر الى المستقبل والاهتمام بأسرتى وعائلتى وأعود الى عملى وحياتى الطبيعية وأتمنى أن أكون سعيداً فى حياتى.
-عمانويل روزين: أستقوم بزيارة مصر؟
-عزام: أبداً وأعدك بذلك وأنه حتى لو استخرجت جوازاً للسفر فى يوم من الأيام فلن أسافر الى أى دولة عربية. والأن لن أصعد على متن أى طائرة الى خارج حدود إسرائيل.
وللمزيد علي هذ الرابط التابع لجريدة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية http://www.ynet.co.il/home/0,7340,L-3098,00.html
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى