The Only Way
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المسيح ابن الله

اذهب الى الأسفل

المسيح ابن الله Empty المسيح ابن الله

مُساهمة من طرف Dorian الأربعاء أغسطس 05, 2009 10:26 am

جاءت كلمة "ابن" في الكتاب المقدس بمعانٍ مختلفة:

(1) الابن باعتبار علاقته بأبيه.

(2) الإشارة إلى سلسلة الأنساب، كقولنا بني إسرائيل، أي نسل إسرائيل.



(3) الإشارة إلى المسكن أو الوطن، كقولنا: أبناء مصر، أي سكان مصر.



(4) التلميذ أو العابد، كأبناء الأنبياء وأبناء الله. وبهذا المعنى تُنسب إلى الملوك (مز 2: 7). وإلى الملائكة (أي 1: 6 و38: 7). وإلى عبَدة الله كشعبه الخاص (تك 6: 2 وتث 14: 1 ويو 1: 12 ورو 8: 14، 19).



(5) الإشارة إلى صفة أو علاقة أخرى، كابن سنةٍ (عمره سنة) وبني بليعال (الأشرار) وابن الهلاك (الذي يستحق الهلاك).

ودُعي البشر أبناء الله لأنه خلقهم على صورته، وقيل "الإنسان على صورة الرحمان". ولذلك دُعي الله أبا الجنس البشري وخاصةً أبا المؤمنين. ودُعي المسيحيون أبناء الله بناءً على الولادة الثانية الروحية وتبنّي الله لهم وقبوله إياهم في عهد النعمة. وتستعمل كلمة "ابن" في هذا المقام دائماً في صيغة الجمع، سواءٌ كانت الإشارة بها إلى البشر أو الملائكة، فلم ترد في صيغة المفرد إلا للإشارة إلى المسيح كلمة الله، الأقنوم الثاني من الثالوث، ما عدا مرة واحدةً في لوقا، حيث دُعي آدم (باعتباره رأس الجنس البشري) ابن الله، لأنه مخلوق من الله مباشرةً بدون أن يكون له أب بشري (لو 3: 38).

لماذا ندعو المسيح "ابن الله"؟

يُدعى المسيح "ابن مريم" وهذا قول صادق، فانتماؤه لأم يجعلنا نعزوه لوالدته العذراء القديسة مريم. ولكن إن أردنا أن نعزوه لأبٍ، فماذا نقول؟.. نقول ما قاله الملاك للعذراء وهو يجاوب سؤالها عن كيفية حبلها: "الروح القدس يحل عليك، وقوة العلي تظللك. فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يُدعَى ابن الله" (لو 1: 34، 35).

ومن معاني بنوية المسيح لله مساواته بالله كما جاء في يوحنا 5: 17، 18 "كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ لأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ، بَلْ قَالَ أَيْضاً إِنَّ اللَّهَ أَبُوهُ، مُعَادِلاً نَفْسَهُ بِاللَّهِ".

وقد دُعي المسيح "ابن الله" في الكتاب المقدس باعتباره الأقنوم الثاني في الثالوث بالنسبة إلى الأقنوم الأول (الآب). ودُعي الأقنوم الأول الآب للإشارة إلى علاقته بالأقنوم الثاني. فكلمة "آب" و"ابن" لم تردا للتعبير عن النسبة الأزلية بين الأقنوم الأول والثاني بالمعنى المعروف في الأبوّة البشرية
والبنوَّة البشرية، فسُمي "الابن" في الكتاب المقدس "الكلمة" و"صورة الله" و"رسم جوهره" و"بهاء مجده". وكل هذه العبارات توضح معنى كلمة "ابن". أي أن الابن يعلن الآب كما أن الكلمة توضح الفكر وتعلن ما هو عند العقل؛ وكما أن الرسم يمثل الشخص هكذا المسيح يمثل الله؛ وكما أن ضوء الشمس يوضح طبيعتها (مع أنه من جوهرها نفسه) هكذا المسيح بهاء مجد الله يوضح لنا أمجاد اللاهوت الروحية مستورة في الجسد حتى نقدر أن نحتملها. ولهذا كله نعتبر المسيح الابن هو العامل في إعلان اللاهوت. وكما أنه الواسطة لإعلان الله بطريق محسوسة، هكذا الروح القدس هو الواسطة لإعلان الله لشعور الإنسان، حتى أننا لا نقدر أن ندرك كُنه الإعلان الخارجي بدون فعل الروح القدس الداخلي إرشاداً لنا في إدراك أسرار الإعلانات الإلهية. فلا أحد من الناس يقدر أن يعرف الله إلا بالمسيح صورة الله في الجسد، وبإرشاد الروح القدس المنير. ولهذا يقول "الابن الوحيد" الذي هو في حضن الآب هو خبَّر" (يو 1: 18). وقوله "فأعلنه الله لنا نحن بروحه، لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله" (1كو 2: 10).

وقد دُعي المسيح "ابن الله" بهذا اللقب لتمييزه عن كل مَنْ سواه من الكائنات العاقلة، لأنه ابن الآب الوحيد المحبوب. نعم دُعي البشر في الكتاب المقدس أبناء الله بصيغة الجمع. ولكن لم يُدعَ أحدٌ ابن الله بصيغة المفرد إلا المسيح وآدم.

وجاء في مزمور 2: 7 قول الله الآب لله الابن: "أَنْتَ ابْنِي. أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ". ويُقال في الولادة الجسدية "أنا اليوم ولدتك. أنت ابني". فالولادة تتمّ أولاً، ثم يتبعها إعلان البنوة. ولكن قول الله في المزمور الثاني: "أنت ابني. أنا اليوم ولدتك" يعلمنا أن بنويَّة المسيح سابقة لميلاده، ووجوده سابق ميلاده، ولذلك نقول إنه "مولود غير مخلوق". ويقولون إنه كلمة الله التي أُلقيت إلى العذراء. فالكلمة موجود من قبل أن يُحبَل به!

وقال بولس (عن المسيح): "الذي صار من نسل داود من جهة الجسد، وتعيّن (أي أُعلِن) ابن الله بقوةٍ من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات" (رو 1: 3، 4).
وهذا يدل على أن المسيح كان ابن الله قبل تجسده، وأنه أُعلن بقوة أنه إله بالقيامة من الأموات، لأن قوله "من جهة روح القداسة" يشير إلى لاهوته؛ كما أن قوله "من جهة الجسد" يشير لناسوته.

ولذلك يقول قانون الإيمان النيقوي "أؤمن .. برب واحد، يسوع المسيح، ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور. إلهٌ من إله. نورٌ من نور. إلهٌ حق من إله حق. مولود غير مخلوق. مساوٍ للآب في الجوهر". ويقول قانون الإيمان الأثناسي "والابن من الآب وحده غير مصنوع، ولا مخلوق بل مولود".

ويقول إقرار الإيمان الوستمنستري: "فليس الآب من أحدٍ ولا مولود ولا منبثق، والابن مولود من الآب منذ الأزل، والروح القدس منبثقٌ من الآب والابن منذ الأزل".
Dorian
Dorian
نجمة ذهبية
نجمة ذهبية

عدد المساهمات : 210
تاريخ التسجيل : 27/07/2009
العمر : 18

https://the-only-way.alafdal.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى